التعريف بالسفن وتاريخ تطورها 1

كل شيء عن السفن : تصاميمها , كيفية إنشائها و تدعيمها , المواد المستخدمة في بنائها .. أنواعها , أخبارها
أخبار السفن
أضف رد جديد
M.E. Aous
مشرف سابق
مشرف سابق
مشاركات: 327
اشترك في: السبت مارس 31, 2007 4:51 pm

التعريف بالسفن وتاريخ تطورها 1

مشاركة بواسطة M.E. Aous »

السفينة



السَّفينة إحدى أقدم وسائل المواصلات وأكثرها أهمية. ففي كل يوم تعبر آلاف السفن المحيطات، تبحر بطول شواطئ البحار وتسافر داخل الأراضي مستخدمةً ممرّاتها المائية. والواقع أنَّ التجارة بين الدول تعتمد، إلى حد كبير، على السفن. فهي تحمل، على سبيل المثال، النفط ومشتقاته من دول الخليج العربية إلى شتى أنحاء العالم وتحمل القمح من كندا إلى ألمانيا، وتحمل الآليات من ألمانيا إلى تشيلي. وكذلك، فإنها تحمل النحاس من تشيلي إلى اليابان، وتحمل السيارات اليابانية إلى أوروبا وأستراليا. وتنقل السفن الذرة الشامية من أمريكا إلى إثيوبيا، والبن من إثيوبيا إلى فرنسا.

وتُستخدم كثير من أنواع السفن لحمل التجارة العالمية، فالناقلات العملاقة تحمل النفط والزيوت النباتية والسوائل الأخرى. وتحمل سفن البرّادات (الثلاجات) الفواكه الطازجة واللحوم والخضراوات. وتنقل سفن شحن تُسمَّى ناقلات الشحنات ذات النوعية الصلبة والجافة أحمالاً مثل الذرة والحديد الخام والرمل. كما أن سفن الشحن العامة تنقل كل شيء؛ من محركات الطائرات إلى الزمَّامات السحّابة (سَحّابات السراويل وغيرها). وتحمل سفن الركاب ركابها عبر المحيطات، كما تنقل عابرات البحار السائحين حول العالم.

دأب الناس منذ عدة آلاف من السنين على استخدام السفن في ارتياد البحر الذي اجتذبتهم أسراره وما ينطوي عليه من مغامرات مشوِّقة. وأهم من ذلك أن الناس أبحروا من أجل الاكتشاف والاستيطان، كما أبحروا من أجل التجارة والغزو.

اشتهر العرب إبان ما اصطلح على تسميته بالعصور الوسطى ببناء سفن كانت تجوب كل بحار العالم المعروف إذ ذاك، واشتهر من بين الملاحين العرب نفر ليس بالقليل، على رأسهم سليمان التاجر الذي دون رحلاته عام 237هـ، 851م وكذلك ابن ماجد وسليمان المهدي. وأول من ارتاد المحيط من الأوروبيين، البرتغاليون الذين أبحروا من الأطلسي جنوبًا حتى الشواطئ الغربية لإفريقيا، وذلك في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. ففي عام 1492م، وصل الإيطالي كريستوفر كولمبوس الذي كان في خدمة ملك أسبانيا إلى العالم الجديد أمريكا بعد أن عبر المحيط الأطلسي مستخدمًا ثلاث سفن بحرية صغيرة. وفي عام 1497م، أبحر البرتغالي فاسكو داجاما من أوروبا إلى الهند.


السفن الفارهة تُبحر إلى البحر الكاريبي والبحر الأبيض المتوسط، وتقوم برحلات حول العالم وتوفر أجود الأطعمة وأفضل المساكن كما توفر مختلف أنشطة الترويح.
وفي عام 1620م، حملت سفينة قديمة تُدعى مايفلاور أول فوج من المستوطنين إلى أمريكا الشمالية. وفي الفترة الواقعة بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر الميلاديين، حملت سفنٌ بحريةٌ كبيرة تسمَّى إيست إنديامن الحرير والتوابل والخيرات الأخرى من بلاد الشرق الأقصى إلى أوروبا. وفي أواسط القرن التاسع عشر، بدأت السفن ذات الدفع البخاري تحل محل السفن الشراعية. وسرعان ما صار العالم صغيرًا عندما عبرت السفن البخارية البحار في جزء من الزمن الذي استغرقته السفن الشراعية لعبورها. وهكذا اختزلت السفن المسافة بين الدول والشعوب وجعلت بعضها يعتمد اقتصاديًّا على بعضه الآخر.

صارت الدول غنية ومنيعة عبر التاريخ عندما استطاعت السيطرة على البحار في أوقات الحرب والسلم. كما أنها تقهقرت وخضعت عندما فقدت تلك السيطرة على البحار. واليوم، فإن السفن مهمة كما كانت دائمًا لثراء ومنعة أيّ دولة. وتعتمد الدول التجارية الكبرى بدرجة عالية على السفن في استيراد وتصدير البضائع. وسرعان ما نجد اقتصاديات بريطانيا واليابان وألمانيا، ودول كثيرة أخرى، تتعرقل ـ وبدرجة كبيرة ـ لعدم توافر سفن تحمل الغذاء والمواد الخام إليها وتنقل منها المواد المصنعة. وتمتلك كثير من الدول التجارية أساطيل تجارية ضخمة. ويتكون الأسطول التجاري لكل دولة من السفن التجارية.

والواقع أن الفرق بين السفينة والقارب يتمثل بصورة رئيسية في حجميهما، فعابرات المحيطات الضخمة تسمَّى سفنًا، في حين أنَّ اسم قارب يُطلق على ما عدا ذلك من الناقلات البحرية.

نبذة تاريخية
من المحتمل أنَّ أول سفينة كانت كتلةً من الخشب واستخدمت لعبور بحيرة أو نهر. وربما استخدم الناس أيديهم مجاديف ثم تعلموا لاحقًا كيف يصنعون العوّامات مستخدمين كتلاً من جذوع الأشجار مصفوفةً ومربوطة بعضها مع بعض، ربطًا محكمًا. وبمرور الوقت، اكتشف الناس كيف يصنعون المراكب من جذوع الأشجار بعد نزع قلف الأشجار منها. ولقد صنع الإنسان الأول القوارب من مواد أخرى في المناطق النادرة الأخشاب. وعلى سبيل المثال، تمت خياطة جلود الحيوانات على شكل حقيبة جرى تضخيمها لتستخدم استخدام الطوَّافة، فعندما تُربط عدَّة طوافات بعضها مع بعض، يمكن أن تُشكل عوَّامة. واكتشف الناس في بعض المناطق أنَّ أواني صغيرة من الفخار مربوطٍ بعضها ببعض، الواحدة تلو الأخرى، يمكن أن تؤلِّف عوامة. كما تعلَّموا أن إناءً واحدًا ضخمًا من الفخار يكفي كقارب يسع شخصًا واحدًا.

وفي مصر القديمة ومناطق أخرى معينة، استطاع الناس صناعة الجيل الأول من عواماتهم باستخدام حزم سيقان القصب. وبمرور الزمن، تعلم المصريون كيف يتم نظم هذه الحزم للحصول على قوارب لها شكل الملعقة، وبحلول عام 4000 ق.م تقريبًا، تعلَّموا صناعة السفن ذات الدفع اليدوي، وهي سفينة ضيقة وطويلة تُدفع باستخدام صف من المجاديف. وخلال الألف سنة اللاحقة، استطاع المصريون أن يجعلوا صناعة السفن تمر بطورين مهمين. فبحلول عام 3000 ق.م تقريبًا، اكتشف المصريون أنَّ الأشرعة يمكن أن تجمع الهواء فتدفع قواربهم. وبالإضافة إلى ذلك، استطاع المصريون صناعة القوارب باستخدام قطعٍ سميكة من الخشب. وبعد أن عرف الناس كيف يصنعون القوارب من الألواح الخشبية، استطاعوا بعد ذلك بناء السفن والناقلات الكبيرة التي أضحت قادرةً على عبور البحر.

بعض التواريخ المهمة في تطور صناعة السفن

--------------------------------------------------------------------------------

3000 ق.م اخترع المصريون الأشرعة وتعلموا بناء السفن الخشبية.
نحو 850م طور العرب السفن الشراعية واستخدموا فيها الإسطرلاب والبوصلة التي مكنتهم من الإبحار إلى الهند وملقا والصين.
1200م صنع بنّاءو السفن في شمال أوروبا الدفة الخلفية للسفينة.
1450م طور بنّاءو السفن بحوض البحر الأبيض المتوسط السفن الشراعية كاملة التجهيز.
1807م بنى الأمريكي روبرت فيلتون أول قارب ذي دفع بخاري ناجح تجاريًا.
1818م دشنت بريطانيا سفينتها فولكان وهي أول سفينة صنعت كليًا من مادة الحديد.
1819م أضحت السفينة الأمريكية السافانا أول سفينة ذات دفع بخاري تعبر المحيط الأطلسي، وإن كانت قد استخدمت محركاتها لمدة 105 ساعات فقط في حين استعملت أشرعتها الهوائية فيما تبقى من زمن الرحلة التي دامت 29 يومًا.
1836م سُجِّلت براءة اختراع البريطاني فرانسيس بيتيت سميث والسويدي جون أريكسون لمجاديف الدفع اللولبية لقيادة القوارب البخارية.
1838م أصبحت السفينة البريطانية سايروس أول سفينة تقدم خدماتها بانتظام عبر المحيط الأطلسي مستخدمة الدفع البخاري وحده.
1897م أثبت البريطاني تشارلز بارسونز كفاءة التوربينات البخارية في زورقه البخاري المُسمَّى التوربينيا.
1910-1911م دخلت الخدمة سفن المحركات، لأول مرة.
1959م دشنت الولايات المتحدة الأمريكية أول سفينة تجارية ذات دفع نووي ـ عرفت باسم السافانا.
1980م تم تطويل الناقلة سيوايز جاينت لتكون أضخم سفينة في العالم، وكان طولها 458مترًا وقد دشّنت عام 1979م.

سفن ما قبل التاريخ وسفن مصر القديمة
السفن المصرية. صمَّم قدماء المصريين أنواعًا كثيرة من السفن من بينها المراكب الصغيرة، وقوارب المتعة الجميلة، وسفن الشحن الثقيلة. ولعل أكبر الأهداف التي تم تحقيقها هي الناقلات الضخمة التي كانت تحمل الأعمدة الحجرية الضخمة، وتسمى المسلات، من المحاجر التي كانت على نهر النيل. وأكبر الناقلات وصل طولها نحو 61م ووصلت حمولتها من البضائع إلى 680 طنًا متريًا.

أما السفن المصرية الخفيفة، فقد استُخدم لدفعها شراع واحد وصفٌّّ من المجدِّفين على كل جانب من جانبيها. لكن السفن الأثقل تمَّت قيادتها بشراع واحد فقط. لقد استخدم المصريون شراعًا مستطيل الشكل أُطلق عليه اسم الشراع المربع، صنعوه أولاً طويلاً وضيقًا. وبعد عام 2000ق.م، جعلوا هذا الشراع أكثر اتساعًا في العرض ولكن أقل طولاً. كما استخدم المصريون في تشغيل سفنهم مجاديف كبيرة على كل جانب من جانبي مؤخرة السفينة.

بنى المصريون سفنهم، أساسًا، لاستخدامها في نهر النيل. ونتيجةً لذلك، فقد صنعوا كل قواربهم النهرية خفيفة، بما في ذلك، سفنهم المستخدمة في البحار. أما اليوم، فإن قوارب الكتل الخشبية تبنى أولاً بصناعة هيكل السفينة من قاعدة القص (وهي بمثابة العمود الفقري) ودعامات، ثم تربط الكتل الخشبية لجسم السفينة، بعد ذلك، بالدعامات.

لكن المصريين بنوا قواربهم النهرية بدون قاعدة قصّ وبدون دعامات.لقد استخدموا أربطة لربط الكتل الخشبية بعضها ببعض ليتكون بذلك جسم القارب. لقد كانت تلك القوارب من القوة بحيث تمكنت من الإبحار عبر النيل، لكنها كانت أضعف من أن تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط الأكثر وعورة.

ومن المحتمل أنه كان لسفن المصريين البحرية نوع من قواعد القص وقليل من الدعامات، لكنْ كثيرًا ما أنهكت مقدمة ومؤخرة هذه السفن، خصوصًا في البحار المضطربة الأمواج. ولذلك، ربط المصريون حبلاً متينًا حول مقدَّم السفينة ومدُّوه مشدودًا عبر سطح السفينة ثم لفُّوه حول المؤخرة. وهكذا ازدادت قوة السفن بهذا الحبل الذي منع مقدمتها ومؤخرتها من الانحناء أو الغطس. وقد أبحر المصريون، بشكل رئيسي، في البحر الأحمر وعلى طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

المينويون والمسينيون. كان أوّل البحارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط هم سكان جزيرة كريت الذين أُطلق عليهم المينويون. فقد جابت سفنهم منذ عام 2500ق.م شرقي البحر الأبيض المتوسط ووصلت غربًا حتى جزيرة صقلية. وفي حوالي عام 1450ق.م، سيطر على البحر سكان مايعرف الآن بأرض الإغريق الكبرى، وكانوا يُعرفون باسم المسينيين. والواقع أن المسينيين والمينويين ساعدوا في تطوير سفن البحار الشراعية. لكن علماء التاريخ يعرفون القليل عن سفنهم، فكل ماعرفوه عنهم يقينًا هو أنَّ أولئك الناس بنوا سفنًا للبضائع متينةً وواسعة وذات شراع واحد مربع الشكل، كما بنى هؤلاء الناس سفنًا حربيةً قوية كان يتم دفعها بوساطة صفّ من المجدفين على كل جانب من جانبيها.


السفن الفينيقية واليونانية
سفن الفيـنيـقـيين والإغريق. يعرف الباحثون أكثر مايعرفون عن السفن التي استخدمت في البحر الأبيض المتوسط في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وفي ذلك الزمن، كانت الشعوب الرائدة في خوض البحار هم الفينيقيون والإغريق الذين عاشوا في الساحل الشرقيّ للبحر الأبيض المتوسط.

لقد بنى الإغريق والفينيقيون سفنَ شحن عريضةً وواسعة كما طوَّروا تجهيزات السفن بدرجة كبيرة. وفي القرن السادس قبل الميلاد، تمكَّنوا من بناء سفنٍ بصاريين ينحدر ثانيهما من الأمام حول المقدمة ليحمل شراعًا صغيرًا مربع الشكل يساعد على سهولة توجيه السفينة. وفي القرن الرابع قبل الميلاد، صنع الإِغريق شراعًا مثلثًا أعلى الشراع الرئيسيّ كما أضافوا شراعًا مربعًا آخر لأكبر سفنهم وضعوه بالقرب من المؤخرة. وقد كان هذا الجهاز المبسَّط ذو الأربعة أشرعة هو أكثر الأجهزة تقدُّمًا بين تلك الأجهزة التي اخترعتها الشعوب في الأزمان الغابرة. ونتيجةً لذلك، فإن السفن القديمة كانت بطيئة السرعة ولايزيد متوسط سرعتها على 5 عقد بحرية أثناء هبوب الرياح. وبلغ طول سفينة الشحن الإِغريقية التقليدية نحو 30م وأمكنها أن تحمل ما بين 91 و 180 طنًا متريًا من البضائع.

استخدم الإغريق السفن الشراعية الكبيرة ذات المجدافين سفنًا حربية. وكان للجيل الأول منها، صفٌّ من المجدفين على كلِّ جانب من جانبيها. وفي الفترة ما بين القرنين الحادي عشر والتاسع قبل الميلاد، أضاف الإغريق منجنيقًا ضخمًا وحادًّا لمقدم السفينة مع سطح الماء، كان يُستخدم سلاحًا في المعارك الحربية. وفي القرن الثامن قبل الميلاد، بنى الإِغريق سفنًا شراعية بصفين من صفوف المجدفين على كل جانب من جانبي السفينة، يعلو أحدهما الآخر. وهذا النوع يفوق بدرجة كبيرة نظيره ذا الصف الواحد من المجدفين من حيث السرعة والقوة الحربية. وفي منتصف القرن السابع قبل الميلاد، اخترع الإغريق السفينة ثلاثية المجاديف، ومعنى هذا أنَّ هناك ثلاثة صفوف من المجاديف في كل جانب من جانبيها، الواحد فوق الآخر.

بدأ الإغريق و من بعدهم الرومان، عند بنائهم لسفنهم، بجسم السفينة أولاً كما فعل المصريون. لكن الإغريق والرومان استخدموا أربطة أكثر وأمتن لربط الكتل الخشبية (جذوع الأشجار) بعضها ببعض. كما أنهم أدخلوا أيضًا نظامًا من الدعامات لتقوية جسم السفينة، ونتيجةً لذلك، فإن السفن الإغريقية والرومانية كانت لها أجسام قوية.


السـفن الرومـانيـة
السفن الرومانية. أصبح الرومانيون حُكامًا لمنطقة البحر الأبيض المتوسط خلال القرن الثاني قبل الميلاد، واستخدموا أنواع السفن نفسها التي استخدمها الإغريق.

بنى الرومانيون أضخم أسطولٍ تجاريٍّ عُرف في التاريخ القديم. وكانت أكبر سفن الشحن لديهم تحمل الحبوب من الإسكندرية في مصر إلى روما. كان طول أضخم هذه السفن 55 م والعرض 14م، الأمر الذي مكَّنها من حمل أكثر من 910 أطنان مترية من البضائع وما يصل إلى 1,000 راكب.

وقد كانت سفن الشحن الرومانية، كما كان الحال مع كلّ أنواع الناقلات في الزمن القديم،تحمل الركاب أيضًا لأنه لاتوجد سفن مصممة خصيصًا لحمل الركاب آنذاك. وكان المسافرون يحجزون مكانًا في أي سفينة شحن متجهة نحو هدفهم، فقد كانت في تلك السفن غرف جلوس (كابينات) قليلة مخصصة للشخصيات المهمة، أما بقية الركاب فقد كانوا يفترشون أرضية (سطح) السفينة وينامون داخل ملاجئ صغيرة يصنعونها بأنفسهم في كل ليلة.

سفن الفايْكِنج كانت أجود أنواع المراكب التي بُنيت فيما بين القرنين الثامن والحادي عشر الميلاديين في شمالي أوروبا. لقد أبحر الفايكنج بسفنهم الطويلة المشهورة عبر المحيط الأطلسي الشمالي إلى جرينلاند وحتى أمريكا الشمالية. وغزوا بسفنهم تلك كما تاجروا واستعمروا بها الناس. ثم إنهم ـ في مجال القرصنة ـ كانوا مصدر الإرهاب في البحار.


ســفن الفايكنج
عرف الناس اليوم الكثير عن سفن الفايكنج الفخمة لأن كثيرًا من زعماء شعوب الفايكنج أعدُّوا مراكبهم لدفنهم فيها. وقد وجد العلماء عددًا من هذه المقابر. وفي عام 1880م، أميط اللثام عن سفينة حربية تخصُّ هذا الشعب باقيةً بحالة جيدة بالقرب من جوكستاد جنوب شرقي النرويج. يبلغ طول هذه السفينة التي بناها الفايكنج في القرن العاشر الميلادي نحو 24م، أما عرضها فيبلغ نحو خمسة أمتار. وككل سفن الفايكنج، فإن هيكل هذه السفينة متراكب الألواح، أي أن الألواح الخشبية التي يتألف منها يُركَّب بعضها فوق الآخر. وهي تحمل 16 مجدافًا على كلِّ جانب من جانبيها، ولها شراعٌ مربع الشكل مثبَّت في صار من المحتمل أن يبلغ ارتفاعه 12م، كما أن لها مجداف تشغيل بالقرب من المؤخرة. وسفينة جوكستاد صغيرةٌ نسبيًا. ولأغلب سفن الفايكنج الطويلة 20 مجدافًا على كل جانب، ولبعضها الآخر 30 مجدافًا

أضف رد جديد