اخر بحارة سوريا الابطال

للمواضيع العامة و التي ليس لها تصنيف في المنتدى
صورة العضو الرمزية
ugaritian
قبطان
قبطان
مشاركات: 951
اشترك في: الجمعة نوفمبر 06, 2009 2:12 pm

اخر بحارة سوريا الابطال

مشاركة بواسطة ugaritian »

زيتون

إلامَ يشير هذا العنوان؟
هل يشير إلى شجرة الزيتون المباركة؟
أم إلى ثمرة الزيتون التي لا تخلو مائدة من موائدنا منها؟
*هي في الواقع رواية صدرت مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية وتحمل كلمة زيتون عنواناً لها. فما سر هذا العنوان العربي؟
رواية زيتون تتخذ من إعصار كاترينا الذي اجتاح مدينة نيو أورلينز الأمريكية قبل أربع سنوات، وبالتحديد في 28 آب/أغسطس 2005، خلفية لها. بطل الرواية هو شخص من أصل عربي سوري اسمه "عبد الرحمن زيتون" يعيش في مدينة نيو أورلينز مع زوجته كاثي الأمريكية الأصل وأطفاله الأربعة. وهم ينعمون بعيشة هانئة إذ يملك عبد الرحمن زيتون شركة صغيرة للمقاولات وأعمال الدهان تساعده فيها زوجته التي اعتنقت الإسلام وارتدت الحجاب مما يعرضها لنظرات الامتعاض من عائلتها ومن الأمريكيين الآخرين.
كاتب الرواية هو صحفي أمريكي شاب اسمه "ديف إيجرز" (Dave Eggers) متعدد المواهب، إذ يعمل في الصحافة بالإضافة إلى كتابة الدراسات والرواية. وهو يبدأ سرده في هذه الرواية بتؤدة وعلى نار هادئة وذلك قبل يومين من هبوب الإعصار حيث تسيطر حالة هائلة من القلق على نيو أورلينز وتخيم عليها رطوبة خانقة. وهنا يبدأ جلّ سكانها في الرحيل عنها ولا يبقى منهم إلا فقراؤها الذين لا يملكون السبل التي تمكنهم من الهرب. ومع اشتداد نذر العاصفة ترتفع درجة حرارة السرد على نحو متسارع، وترحل كاثي مع أبنائها إلى مدينة فينكس وتتوسل إلى زوجها أن يرافقهم ولكنه يفضل البقاء قائلاً إنه شهد أعاصير كثيرة من قبل ولا بد له من البقاء لإنقاذ ما يمكنه من البيت الذي يستخدمه أيضاً مقراً لعمله.
تضرب العاصفة نيو أورلينز في يوم الأحد 28 أغسطس وتصدر رئيسة البلدية أمراً للجميع بمغادرة المدينة. فالعاصفة ستكون بالغة الشدة إذ إن سرعة الرياح هي حوالي (250) كم في الساعة. ولكن جلّ ما كان يتوقعه عبد الرحمن زيتون هو أن ترشح المياه من السقف، وقد تتحطم بعض النوافذ، أما هو فلا يتوقع أن يصيبه مكروه, ولكنه، ومن باب الاحتياط يشتري زورقاً مستعملاً.
كان الوضع مقبلاً في اليوم الأول، قدم واحدة من الوحل في الطرق، ولكن الأمور تبدلت في اليوم الثاني، إذ يستيقظ زيتون ليجد بحراً من الماء يغطي كل مكان بعد أن تجاوزت مياه البحر السدود التي تحمي المدينة من الطوفان. وتمضي الرواية في سردها للصورة. كان عبد الرحمن يدرك أن الفيضان سيتفاقم باستمرار، وقد تغرق المدينة في بحر يصل ارتفاعه إلى ما يتجاوز مترين ونصف المتر في المنطقة التي يسكنها، وقد ترتفع إلى ما فوق ذلك في أحياء أخرى. وعند ذلك يفتح زيتون حوض سمك الزينة في بيته ويطلق سراح السمكات لتسبح في أرض البيت حيث تتوفر لها فرص أكبر للنجاة.
وما تلبث الأمور أن تتحول لتصبح كابوساً كالحاً من الفوضى السرياليلية، فأخذ زيتون يجدف بزورقه في طول نيو أورلينز وعرضها وكأنه ملاك الرحمة, ينقذ في مسيرته كبار السن ومن يعانون من العطش وهم محاصرون في بيوتهم المتعفنة التي توشك على الانهيار. يسمع صرخة استغاثة مسنة وثوبها الملون يطفو على سطح الماء وكأنه زهرة ضخمة، وساقاها تتدليان تحت الماء وهي تتمسك يائسة برف كتب. ينجح زيتون في اليوم الأول بإنقاذ خمسة أشخاص ويملؤه شعور بعظمة المهمة الملقاة على عاتقه. كان ينام ليلاً تحت خيمة على السقف المسطح من بيته. وفي النهار يمخر عباب المياه القاتلة التي تدفن نيو أورلينز وقد لوثتها القمامة والزيوت والحطام وبقايا حيوات الناس.وأخذت المدينة تعج أكثر فأكثر برائحة القاذروات: خليط من زنخة السمك والوحول والمواد الكيميائية.
وفي غضون أسبوع كتم على أنفاس المدينة شعور بتهديد لا يبقي ولا يذر وأصبحت أيام زيتون وكأنها "جحيم دانتي" ولكنه جحيم مائي يعج بالطوفان والمرض والخيارات العسيرة التي تواجهه عند كل منعطف: هل يتابع محاولات إنقاذ الناس أم يمضي في حال سبيله؟
وما تلبث الأمور أن تتحول فجأة حين يصل ستة من الضباط المسلحين. يفرح زيتون ظناً منه أنهم قدموا لمساعدته، ولكن ظنه لم يكن في محله إذ يقتادونه تحت تهديد السلاح، ماذا يفعل هنا عربي مسلم في مدينة تشهد مثل هذه الكارثة؟
تنقطع أخباره ويحتجز أولاً ثم يساق إلى السجن، ولا يسمح له بالاتصال بأحد، واعتقدت زوجته بعد أن انقطع عن الاتصال لمدة ستة أيام بأنه مات. وهنا يصل السرد إلى ذروته في الرواية مما يدفع القارئ الأمريكي إلى التساؤل: هل يمكن لهذا أن يحدث في أمريكا، أن تجازى الحسنة بالسيئة إلى هذه الدرجة؟ يتهم زيتون بأنه إرهابي ويخضع لسلسلة من التصرفات التي تستهدف إذلاله ودون أن توجه له تهمة محددة ودون أن يسمح له حتى بالاتصال بزوجته.
حرب بوش ضد ما يسمى بالإرهاب وصلت إلى الداخل الأميركي إذاً، كما تشير الرواية. مقولات الرواية التي كانت من قبل تقوم بدورٍ مثالي في مواجهة الكوارث أصبحت عبارة عن عصابة من قطاع الطرق شبه العسكرية لا ترى الأمور كلها إلا من خلال منظار مكافحة الإرهاب. "أليس عبد الرحمن زيتون سوري ـ عربي ـ مسلم يتجول حراً طليقاً في نيو أورليانز؟". وهذا هو كل ما يهم السلطات معرفته.
يقول "تيموثي إيجان" (Timothy Egan) في مراجعته للرواية في ملحق "نيويورك تايمز" لمراجعة آخر الإصدارات إن رواية "زيتون" هي بمثابة لائحة اتهام ضد أميركا والجحيم الذي سادها في فترة حكم بوش.
يقترب الكاتب من أبطال روايته متنقلاً بين أميركا وسورية منقباً عن خفايا هذه العائلة وحكايتها. ولا تحاول الرواية إعطاء صورة شاملة وعامة عن نيو أورليانز والكارثة التي حلت بها بسبب إعصار كاترينا، ولكنني أعتقد بأنه حين يحاول الناس، بعد خمسين عاماً من الآن أن يتقصوا ماذا حلّ بهذه المدينة التي كانت عظيمة في يوم من الأيام، وعن هذه الحقبة من تاريخ أميركا فإنهم سيتحدثون دون شك عن عائلة تحمل اسم "زيتون".
ويضيف إيجان في مراجعته للرواية: "يبدو "ديف إيجرز" وهو يطوف في نيو أورليانز بعد أن دفنت تحت حطام الإعصار كاترينا وكأنه الكاتب الإنجليزي الشهير "شارلز ديكنز"، فما يراه هي مشاهد تثير مشاعر الغضب والشفقة، قصة كالحة الظلمة. وفي قصة "زيتون" يسرد إيجرز قصة عائلة وسط وحول كاترينا. ولكنه حين يروي هذه القصة فإنه يضرب أهدافاً أبعد، وبقوة آسرة تفوق ما فعله كل من عالجوا جوانب هذه الكارثة حتى الآن. لقد فعل إيجرز ذلك دون أن يتهجم على عهد بوش "أو يوجه ضرباته للسلطات التي تخلت عن المدينة إبان تلك الكارثة الرهيبة، بل هو يرسم الصورة دون أن يبدي رأيه وبصوت من أشد الأصوات تحفظاً واتزاناً.
تهمة عبد الرحمن زيتون إذاً إنه عربي مسلم. وحتى وإن جنّد نفسه لإنقاذ الأميركيين الفقراء المسحوقين الذين لم يتمكنوا من الفرار قبل وقوع الكارثة فإنه يظل عربياً ومسلماً. فالهوس الذي ابتدعته إدارة بوش لا بد وأن يجعل من كل عربي أو مسلم إرهابياً. فعبد الرحمن زيتون، بل وحبة وشجرة الزيتون كلهم متهمون ولا بدّ من اقتلاعهم والتنكيل بهم.

المصدر:
http://awu-dam.net/index.php?mode=journ ... 1&id=26043


الصور من مصدر اخر:
5380alsh3er.jpg
5419alsh3er.JPG
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات

صورة العضو الرمزية
Eng.Lojain
مشرف سابق
مشرف سابق
مشاركات: 403
اشترك في: الثلاثاء مارس 27, 2007 9:54 pm

Re: اخر بحارة سوريا الابطال

مشاركة بواسطة Eng.Lojain »


مرحبتين أبو العبد الغالي
مشاركة مأساوية سببت لي نوعاً من الحسرة و الحقد بنفس الوقت
هذه هي الولايات المتحدة الأمريكية وهذه هي مخلفات بوش على العالم ...
تربينا على مقولة أن "للباطل جولة.." ألم تطل هذه الجولة برأيكم؟؟!!
عبد الرحمن زيتون ...أليس من مدينة جبلة ؟؟!

صورة العضو الرمزية
Bahreya
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 1217
اشترك في: السبت فبراير 24, 2007 10:27 am

Re: اخر بحارة سوريا الابطال

مشاركة بواسطة Bahreya »

أهلاً بعودتك أبا العبد ....
وجهة نظر شخصية لي : يجب أن نعامل الأمريكيين بالمثل !

و فعلاً " اعمل خيراً تلقى شراً "

صورة العضو الرمزية
ugaritian
قبطان
قبطان
مشاركات: 951
اشترك في: الجمعة نوفمبر 06, 2009 2:12 pm

Re: اخر بحارة سوريا الابطال

مشاركة بواسطة ugaritian »

نعم هو من جبلة

قرأت في احد المصادر انه شقيق البطل المرحوم محمد زيتون

صورة العضو الرمزية
Christopher Columbus
مشارك أساسي
مشارك أساسي
مشاركات: 337
اشترك في: الجمعة أغسطس 07, 2009 6:11 pm

Re: اخر بحارة سوريا الابطال

مشاركة بواسطة Christopher Columbus »

على ما يبدو أن عائلة زيتون عائلة بحرية عريقة



البطل محمد زيتون في سطور

http://www.esyria.sy/elatakia/index.php ... 8191045049





http://www.jablehclub.com/index.php?opt ... Itemid=104

صورة العضو الرمزية
ugaritian
قبطان
قبطان
مشاركات: 951
اشترك في: الجمعة نوفمبر 06, 2009 2:12 pm

Re: اخر بحارة سوريا الابطال

مشاركة بواسطة ugaritian »

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=117094

ولو ان السبق كان لموقعكم الكريم قبل سوريا نيوز

صورة العضو الرمزية
ugaritian
قبطان
قبطان
مشاركات: 951
اشترك في: الجمعة نوفمبر 06, 2009 2:12 pm

Re: اخر بحارة سوريا الابطال

مشاركة بواسطة ugaritian »

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=118746

لمن يريد المتابعة

سيتم انتاج فلم عن هذه القصة

صورة العضو الرمزية
Bahreya
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 1217
اشترك في: السبت فبراير 24, 2007 10:27 am

Re: اخر بحارة سوريا الابطال

مشاركة بواسطة Bahreya »

قرأت الخبر على سيريا نيوز اليوم ... نتمنى أن يكون الفلم منصفاً بكل تفاصيله !

JJm
عضو جديد
عضو جديد
مشاركات: 27
اشترك في: الخميس نوفمبر 15, 2007 8:45 pm

Re: اخر بحارة سوريا الابطال

مشاركة بواسطة JJm »

هالقصة ضاجة فيها الدنيا عالفيسبوك .... صفحات و مجموعات كلها تتحدث عن هذا البطل و كيف تعاملوا معه و كله بفضل خبر الفيلم الذي سينتج بناء على قصته
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... و أسمعت كلماتي من به صمم